﴿بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمٰالاً﴾ [الكهف:103] و هم ملوك الإسلام و سلاطينهم و أمراؤهم فيفتخرون بالرياسة على المرءوسين جهلا منهم و لذلك لا يكون أحد أذل منهم في نفوسهم و عند الناس إذا عزلوا عن هذه المرتبة و من كان في ولايته حاله مع الخلق حاله دون هذه الولاية ثم عزل لم يجد في نفسه أمر أ لم يكن عليه فبقي مشكورا عند اللّٰه و عند نفسه و عند المرءوسين الذين كانوا تحت حكم رياسته و هذا هو المعتز بالله بل العزيز الذي منع حماه أن يتصف بما ليس له إلا بحكم الجعل
[إن اللّٰه قد جعل في الوجود موطنا يكون فيه العبد المحقق القائم به صفة الحق في الخلافة معزا ربه]
ثم إن اللّٰه قد جعل في الوجود موطنا يكون فيه العبد المحقق القائم به صفة الحق في الخلافة معزا ربه إذا رأى اهتضام جانب الحق من القوم الذين قال اللّٰه فيهم ﴿وَ مٰا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الأنعام:91] فيعزه العبد بحسن التعليم و التنزل باللفظ المحرر الرافع للشبه في قلوبهم حتى يعز الحق عندهم فيكون هذا العبد معزا للحق الذي في قلوب هؤلاء الذين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية