و كذلك قول الشاعر و هو كثير في اللسان و هذا العمل في هذا الطريق إذا أثر المحدث في المحدث لم يزله أثره فيه عن أن يكون محدثا و الحدوث له بمنزلة البناء للحرف و الأثر فيه للمؤثر و لا مؤثر إلا اللّٰه فهذا خلق ظهر بصورة حق فانفعل المنفعل لصورة الحق لا للخلق فقد تلبس في الفعل الخلق بالحق في الإيجاد و تلبس الحق بالخلق في الصورة التي ظهر عنها الأثر في الشاهد كما ظهر عقلا عن الحق ﴿هُنَّ لِبٰاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبٰاسٌ لَهُنَّ﴾ [البقرة:187] و الإشارة إلى الأسماء الإلهية هنا و إن كان المراد الزوجات تفسيرا
فإن قلت هذا الحق أظهرت غائبا *** و إن قلت هذا الخلق أخفيته فيه
فلو لا وجود الحق ما بان كائن *** و لو لا وجود الخلق ما كنت تخفيه
فمن حضرة الخفض ظهر الحق في صورة الخلق «فقال كنت سمعه و بصره» الحديث و قال تعالى ﴿فَأَجِرْهُ حَتّٰى يَسْمَعَ كَلاٰمَ اللّٰهِ﴾ [التوبة:6]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية