له الكمال الذي تراه *** يزيد قدرا على التمام
مرتبا للأمور كشفا *** في عالم النور و الظلام
يشهد في الانتباه عينا *** عين الذي كان في المنام
نسأله في الكلام وحيا *** فجاد بالوحي في الكلام
[إن الناس على مراتب مختلفة]
كان هذا الهجير و المقام لشيخنا أبي مدين و كان يقول أبدا سورتي من القرآن تبارك الذي بيده الملك و هي مختصة بالإمام الواحد من الإمامين و لها الزيادة دائما في الدنيا و الآخرة فإنها مختصة بالملك و الزيادة إنما تكون من الملك فإذا تكررت تضاعف على الذاكر ما ينعم اللّٰه به على عبده و الناس على مراتب مختلفة و تكون زياداتهم على حسب مراتبهم بما هم فيه فمن كان من أهل المعاني كانت الزيادة من المعاني و من كان من أهل الحس كانت زيادته من المحسوسات ﴿قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنٰاسٍ مَشْرَبَهُمْ﴾ [البقرة:60] فلو أعطى في المزيد خلاف ما تعطيه مرتبته لم يقم به رأسا فينسب إلى سوء الأدب و إذا وافق رتبته وقع به الفرح منه و القبول و زاد في الشكر فتضاعف له المزيد و اعلم أن هذا الذاكر بهذا الذكر الخاص لا بد أن ينقدح له أن عينيه يد الحق الذي بها الملك فيرى الحق يعطي به من لا يرى أنه يده فيكون الحق مشكورا عند المنعم عليهم من جهة هذا الذاكر فيجني ثمرة نعيم كل منعم عليه فيشركهم في كل نعيم ينالونه من أي نوع كان من الإنعام و هذا لا يكون إلا لمن كمل من رجال اللّٰه ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب السابع و الخمسون و خمسمائة في معرفة ختم الأولياء على الإطلاق»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية