أن اللّٰه يعطي عباده منه إليهم و على أيدي الرسل فما جاءك على يد الرسول فخذه من غير ميزان و ما جاءك من يد اللّٰه فخذه بميزان فإن اللّٰه عين كل معط و قد نهاك أن تأخذ كل عطاء و هو قوله ﴿وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر:7] فصار أخذك من الرسول أنفع لك و أحصل لسعادتك فأخذك من الرسول على الإطلاق و من اللّٰه على التقييد فالرسول مقيد و الأخذ مطلق منه و اللّٰه مطلق عن التقييد و الأخذ منه مقيد فانظر في هذا الأمر ما أعجبه فهذا مثل ﴿اَلْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ﴾ [الحديد:3] فظهر التقييد و الإطلاق في الجانبين و ذلك أن الرسول ﷺ ما بعثه اللّٰه ليمكر بنا أعني بأمته و إنما بعثه ليبين لهم ﴿مٰا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل:44] فلهذا أطلق لنا الأخذ عن الرسول و الوقوف عند قوله من غير تقييد فإنا آمنون فيه من مكر اللّٰه و الأخذ عن اللّٰه ليس كذلك فإن لله مكرا في عباده لا يشعر به قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية