[ولي اللّٰه]
و للناس في هذا مراتب فالذي ينبغي للعبد أن لا يزيد على هذا الاسم غيره فإن أطلق اللّٰه ألسنة الخلق عليه بأنه ولي اللّٰه و رأى أن اللّٰه قد أطلق عليه اسما أطلقه تعالى على نفسه فلا يسمعه ممن يسميه به إلا على أنه بمعنى المفعول لا بمعنى الفاعل حتى يشم فيه رائحة العبودية فإن بنية فعيل قد تكون بمعنى الفاعل و إنما قلنا هذا من أجل ما أمرنا أن نتخذه سبحانه وكيلا فيما هو له مما نحن مستخلفون فيه فإن في مثل هذا مكرا خفيا فتحفظ منه و يكفي من التنبيه الإلهي العاصم من المكر كونك مأمورا بذلك فامتثل أمره و اتخذه وكيلا : لا تدعى الملك فإن اللّٰه تولاك فإنه قال ﴿وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصّٰالِحِينَ﴾ [الأعراف:196] و اسم الصالح من خصائص العبودية و لهذا وصف محمد صلى اللّٰه عليه و سلم نفسه بالصلاح فإنه ادعى حالة لا تكون إلا للعبيد الكمل فمنهم من شهد له بها الحق عزَّ وجلَّ بشرى من اللّٰه فقال في عبده يحيى عليه السلام ﴿نَبِيًّا مِنَ الصّٰالِحِينَ﴾ [آل عمران:39] و قال في نبيه عيسى عليه السلام
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية