﴿وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ﴾ [الحاقة:17] فالعرش محمول فهذا حمل كرامة بالحاملين و حال راحة و مجد و عز للمحمولين و قد قررنا لك في غير موضع أن المحمول أعلى من غير المحمول في هذا المقام و أمثاله و أنه لا حول و لا قوة إلا بالله مما اختص به الحملة و إن كان جميع الخلق محمولين و لكن لم يكشف ذلك الحمل لكل أحد و إن كان الحمل على مراتب حمل عن عجز و حمل عن حقيقة كحمل الأثقال و حمل عن شرف و مجد فالعناية بهذه الطائفة أن يكونوا محمولين ظاهرا كما هو الأمر في نفسه باطنا لتبريهم من الدعوى كما قررناه في بابه
[علامات العيسويين]
و للعيسويين همة فعالة و دعاء مقبول و كلمة مسموعة و من علامة العيسويين إذا أردت أن تعرفهم فتنظر كل شخص فيه رحمة بالعالم و شفقة عليه كان من كان و على أي دين كان و بأية نحلة ظهر و تسليم لله فيهم لا ينطقون بما تضيق الصدور له في حق الخلق أجمعين عند خطابهم عباد اللّٰه و من علامتهم أنهم ينظرون من كل شيء أحسنه و لا يجري على ألسنتهم إلا الخير و اشتركت في ذلك الطبقة الأولى و الثانية فالأولى مثل ما «روى عن عيسى عليه السّلام أنه رأى خنزيرا فقال له أنج بسلام فقيل له في ذلك فقال أعود لساني قول الخير» و أما الثانية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية