و أما القطب التاسع الذي على قدم لوط عليه السّلام فسورته سورة الكهف و لها العصمة و الاعتصام و منازله بعدد آيها حاله العصمة من كل ما يؤدي إلى سوء الأدب الذي يبعد صاحبه عن البساط فهو محفوظ عليه وقته أبدا و علمه علم الاعتصام و قد عينه اللّٰه و حصره في أمرين الاعتصام به فقال عز من قائل ﴿وَ اعْتَصَمُوا بِاللّٰهِ﴾ [النساء:146] و الاعتصام الآخر بحبله و هو قوله تعالى ﴿وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً﴾ [آل عمران:103] فمن الناس من اعتصم بالله و منهم من اعتصم بحبل اللّٰه و قال إن الاعتصام بحبل اللّٰه هو عين الاعتصام بالله و هذا القطب جمع بين هذين الاعتصامين و الفرق بين الاعتصامين أن حبل اللّٰه هو الطريق الذي يعرج بك إليه مثل قوله ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّٰالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر:10] و ليس حبله سوى ما شرعه و تفاضل فهم الناس فيه فمنهم و منهم و لذلك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية