و في الاشتراك كالعين فالمناسبة في العينية في كل مسمى بالعين خفية فهي عند هذا القطب جلية بإعلام اللّٰه و أما أصحاب التأويل بالنظر في ذلك فما هم على علم و إن صادفوا العلم و من هذا العلم تعلم أن النساء شقائق الرجال أ لا ترى حواء خلقت من آدم فلها حكمان حكم الذكورة بالأصل و حكم الأنوثة بالعارض فهي من المتشابه فإن الإنسانية مجمع الذكر و الأنثى و أين حقيقة الفاعل من المنفعل لمن هو فيه فاعل و لا يفعل إلا في مشاكله و ذلك أنه أول ما أحدث الانفعال في نفسه فظهر فيه صورة ما ينفعل عنه و بتلك القوة انفعل عنه ما انفعل و ظهر كالبديع و المخترع و الحق قد قدمنا تحقيق العلم بالعالم أن العلم يتبع المعلوم و العلم صفة العالم و المعطي العلم ما هو المعلوم عليه ثم يعطي العالم إيجاد المعلوم كما يعطي المخترع إيجاد الأمر المخترع و إظهاره في الوجود فمن هنا يعرف لما حبب اللّٰه النساء لمحمد ﷺ فمن أحب النساء حب النبي ﷺ لهن فقد أحب اللّٰه و الجامع الانفعال لما كان من إعطاء المعلوم العلم ليقال فيه إنه عالم فهو أول منفعل لمعلوم و ظهر في عيسى انفعاله عن مريم في مقابلة حواء من آدم ﴿إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَذِكْرىٰ لِمَنْ كٰانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ [ق:37]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية