[القطب الرابع الذي على قدم عيسى ع]
و أما القطب الرابع الذي على قدم عيسى عليه السّلام فسورته من القرآن ﴿قُلْ يٰا أَيُّهَا الْكٰافِرُونَ﴾ [الكافرون:1] و لها ربع القرآن و منازله بعدد آيها و هذا القطب من الضنائن المصانين له التجلي الدائم كلامه في الجمع و الوجود و علم المزيد إذا رأى شبهة في أحد تحول بينه و بين العلم أزالها حتى يتبين لصاحبها صورة الحق في ذلك الأمر له ستمائة مفتاح مقام في كل مقام من العلوم ما شاء اللّٰه له علم الامتزاج و التركيب الاعتدالي لا يعرف الانحراف و لا النقص و لا الزيادة مسكنه بقبة أرين منقطع عن الخلق إلا من شاء اللّٰه عاش طيبا مع اللّٰه إلى أن توفاه اللّٰه و كان من الأوتاد أيضا فانتقل إلى القطبية يقول إن الوجود وجود الحق و إن الجمع جمع الحق صفات القدم و الحدوث و هو علم غريب في الجمع ما رأيت من يقول به من أهل اللّٰه غير هذا القطب فإني شاهدت هؤلاء الأقطاب أشهدنيهم الحق و إن كانوا قد درجوا من الدنيا و هو العلم الذي وردت به الشرائع في جانب الحق فنقول ذلك هو الجمع و عنده إن المحدث صاحب دعوى في تلك الصفات المسماة محدثة و لأجل دعواه قلنا إنه جمع و إلا فالأمر واحد كلها صفات قدم في القديم و محدثة في المحدث لظهورها فيه و لم تكن ظاهرة فحدثت عند المتصف بها كما قال ﴿مٰا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ﴾ [الأنبياء:2]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية