و كلف و التكليف يطلب حادثا *** و يطلب من يدري و ما ثم إلا هو
فالإنية الإلهية قائلة و الإنية القابلة سامعة و ما لها قول إلا بالتكوين فلا يقال لإنية الخلق في حال وجودها و ما القول إلا لمن هو في حال العدم فلا تكليف إلا في المعدوم لعدم نسبة الإيجاد للحادث فلا يقال للمنفعل انفعل فقد انفعل بقبوله الوجود و لا إيجاد يكون عنه فلا قول له و ما ثم عبث فإذا كلف قال لما كلف به كن في حال عدمه فيكون في محل هذا الحادث فينسب إليه و ليس إليه فلهذا كانت الإنيتان طرفين فتميزتا إلا أن لإنية الحادث منزلة الفداء و الإيثار لجناب الحق بكونها وقاية و بهذه الصفة من الوقاية تندرج إنية العبد في الحق اندراجا في ظهور و هو قوله تعالى ﴿إِنَّنِي أَنَا اللّٰهُ﴾ [ طه:14] فلو لا نون العبد التي أثر فيها حرف الياء الذي هو ضمير الحق فخفض النون فظهر أثر القديم في المحدث و لولاه لخفضت النون من أن و هي إنية الحق كما أثرت في قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية