لكون الأمر دوريا فارجعوا فلا يزال العالم سابحا في فلك الوجود دائما إلى غير نهاية إذ لا نهاية هناك و لا يزال وجه العالم أبدا إلى الاسم الأول الذي أوجده ناظرا و لا يزال ظهر العالم إلى الاسم الآخر المحيط الذي ينتهي إليه بورائه ناظرا فإن العالم يرى من خلفه كما يرى من أمامه و لكن يختلف إدراكه باختلاف الحال عليه و لو لا الاختلاف ما تميز عين و لا كان فرقان
إن الوجود رحى علي تدور *** و أنا لها قطب فلست أبور
لو زلت ما دارت و لا كانت رحى *** فالفقر نعت الكون فهو فقير
يا جاهلا بالأمر و هو مشاهد *** اعلم بأنك بالأمور خبير
الجمع يحجب فرقه عن عينه *** و هو الدليل عليه فهو بصير
قيل لطائفة ﴿اِرْجِعُوا وَرٰاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً﴾ [الحديد:13] فقيل لهم حق لأن اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية