فقال لنا أهلا بأكرم سامر *** يعيد عن الأكفاء للكل جامع
فقلت له لولاك ما كنت جامعا *** لحق و خلق ثم فاضت مدامعي
فقال أ تبكي قلت دمع مسرة *** لما ملئت مما تقول مسامعي
[الكريم هو الذي يترك ماله قبل أن يسألها]
قال اللّٰه عز و جل ﴿وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:96] اعلم أن الكريم هو الذي يترك ماله و يؤدي ما أوجبه على نفسه من الحقوق كرما منه قبل أن يسألها ثم إنه يمنع وقتا و يطالب وقتا لتظهر بذلك منزلة الشافع عنده في مثل هذا و كرمه بالسائل فيما سأله فيه بإجابته و عبيد اللّٰه عبد إن عبد ليس للشيطان عليه سلطان و هو عبد الاختصاص و هو الذي لا ينطق إلا بالله و لا يسمع إلا بالله فالحجة لله لا له ﴿قُلْ فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ﴾ [الأنعام:149] فإنها حجة اللّٰه و من عبيد الاختصاص من ينطق عن اللّٰه و يسمع من اللّٰه فهذا أيضا من أهل الحجة البالغة لأنه لا ينطق ﴿عَنِ الْهَوىٰ إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية