فأعطاهم نعته في خلقه فلم تعلم نفس ما أخفي لهؤلاء من قرة أعين مما تقر به أعينهم و كذلك «قال ﷺ و جعلت قرة عيني في الصلاة» و إنما ذكر الأعين دون جميع الإدراكات لأن كل كلام إلهي و غير إلهي لا بد أن يكون عينه عن عين موجودة و ما ثم إلا كلام فما ثم إلا أعيان توجد و متعلق الرؤية إدراك عين المرئي و استعداد المرئي للرؤية سواء كان معدوما أو موجودا فإذا رآه قرت عينه بما رآه إذ كان غيره لا يرى ذلك و لهذا سئل موسى الرؤية لتقر عينه بما يراه فكان رسول اللّٰه ﷺ في حال صلاته صاحب رؤية و شهود و لذلك كانت الصلاة محل قرة عينه لأنه مناج و الأعيان كما قلنا تتكون بالكلام فهو و الحق في أثناء صور ما دام مناجيا في صلاته فيرى ما يتكون عن تلاوته و ما يتكون عن قول اللّٰه له في مقابلة ما تكلم به كما ورد في الخبر الذي فيه تقسيم الصلاة من قول العبد فيقول اللّٰه و أما قوله في هذا الباب ﴿وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّٰهُ﴾ [آل عمران:7]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية