و النظر الصحيح يعطي خلاف ما قالوه فقال تعالى في حق كل ناظر ﴿سُبْحٰانَ رَبِّكَ﴾ [الصافات:180] لمحمد ﷺ ضمير هذا الكاف أي ربك الذي أرسلك إليهم لتعرفهم بما أرسلك له إليهم و أنزله بوساطتك عليهم ﴿رَبِّ الْعِزَّةِ﴾ [الصافات:180] أي هو الممتنع لنفسه أن يقبل ما وصفوه به في نظرهم و حكموا عليه بعقولهم و أن الحق لا يحكم عليه خلق و العقل و العاقل خلق و إنما يعرف الحق من الحق بما أنزله إلينا أو أطلعنا عليه كشفا و شهودا بوحي إلهي أو برسالة رسول ثبت صدقه و عصمته فيما يبلغه عن اللّٰه إلينا ﴿عَمّٰا يَصِفُونَ﴾ [الأنعام:100] من حيث نظروا بفكرهم و استدلوا بعقولهم إذ العلم بالله لا يقبل التحول إلى الجهل و لا الدخول عليه بالشبه و ما من دليل عقلي إلا و يقبل الدخول و الشبهة و لهذا اختلف العقلاء فكل واحد من المخالفين عنده دليل مخالفه شبهة لمخالفه لكونه خالف دليل هذا الآخر فعين أدلتهم كلهم هي عين شبهاتهم فأين الحق و أين الثقة و أصل الفساد إنما وقع من حيث حكموا الخلق على الحق الذي أوجدهم ثم قال ﴿وَ سَلاٰمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾ [الصافات:181]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية