فهذا التمييز لا يرتفع أبدا لأنه تميز ذاتي في الموصوف به من حق و خلق فما ثم إلا شيئيتان شيئية حق و شيئية خلق فليس كمثل الخلق في افتقاره شيء لأنه ما ثم إلا الحق و الحق لا يوصف بالافتقار فما هو مثل الخلق فليس مثل الخلق شيء و ليس كمثل الحق في غناه شيء لأنه ما ثم إلا الخلق و الخلق لا يتصف بالغنى لذاته فما هو مثل الحق فليس مثل الحق شيء لأنه كما قلنا ما ثم شيء إلا الخلق و الحق فالخلق من حيث عينه ذات واحدة في كثير و الحق من حيث ذاته و عينه ذات واحدة لها أسماء كثيرة و نسب فمن لم يعلم قوله تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] على ما قررناه فلا علم له بهذه الآية فإنه جاء بالكاف ثم نفى المثلية عن نفسه بزيادة الكاف للتأكيد في النفي ثم نفى المثلية عن العالم بجعل الكاف صفة فعلق النفي بالمماثل في النفي أي انتفت عن الخلق المثلية لأنه ما ثم إلا حق لا يماثل و انتفت عن الحق المثلية لأنه ما ثم إلا خلق لا يماثل
فهكذا تفهم المعاني *** إذا جاءنا النور بالبيان
فليس في أكون غير فرد *** حق و إن شئتم اثنتان
و كل عين لها انفراد *** بذاتها لا ترى بثاني
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية