﴿أَوْ أَنْ يَطْغىٰ﴾ [ طه:45] أي يرتفع كلامه لكونه يقصد إلى عين الحقيقة فنتعب معه فلهذا قال لهما ﴿لاٰ تَخٰافٰا إِنَّنِي مَعَكُمٰا أَسْمَعُ وَ أَرىٰ﴾ [ طه:46] و أوصاهما أن يلينا له في القول فلما قالا له ﷺ ما قالاه على الوجه الذي عهد إليهما اللّٰه أن يقولاه قال لهما فرعون ﴿فَمَنْ رَبُّكُمٰا يٰا مُوسىٰ﴾ [ طه:49] كما يقول فتانا القبر للميت لا لجهله بما يقوله و إنما يريد أن يتنبه الحاضرون لما يقولانه مما يكون دليلا على وجود اللّٰه ليعلموا صدقهما لأن العاقل إذا علم أنهما إذا قالا مثل ذلك ربما إن الخواطر تتنبه و يدعوهم قولهما إلى النظر فيه لنصبهما في قولهما مواضع الدلالة على اللّٰه فإنه لا يسأل خصمه فدل سؤاله أنه يريد هداية من يفهم من قومه ما جاء به فقالا ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدىٰ﴾ [ طه:50] فانصفا فرعون في هذا الخطاب و هذا من القول اللين فإنه دخل تحت قولهما كل شيء ادعاه فرعون فأعطاه اللّٰه خلقه فكان في كلامهما جواب فرعون لهما إذ كان ما جاء به فرعون خلق لله ثم زادهما في السؤال ليزيدا في الدلالة ﴿قٰالَ فَمٰا بٰالُ الْقُرُونِ الْأُولىٰ﴾ [ طه:51] فقالا ﴿عِلْمُهٰا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتٰابٍ لاٰ يَضِلُّ رَبِّي وَ لاٰ يَنْسىٰ﴾ [ طه:52]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية