فالإنسان سعيد من حيث نشأته الطبيعية و من حيث نشأة نفسه الناطقة بانفراد كل نشأة عن صاحبتها و بالمجموع ظهرت المخالفة و ما عين المخالفة إلا التكليف فإذا ارتفع التكليف حيث ارتفع الحكم بالمخالفة و لم يبق إلا موافقة دائمة و طاعة ممكن لواجب مستمرة كما هو في نفس الأمر في وقت المخالفة مطيع للمشيئة مخالف لأمر الواسطة للحسد الذي في الجنس و في هذا المنزل من العلوم علم توحيد الحق و تصديق المخبرين عن الحق و هم التراجمة السفراء من بشر و ملك و خاطر و علم الفرقان بالعلم بما تميزت به الأشياء و هذا هو علم التوحيد العالم الذي يسرى في كل واحد واحد من العالم و علم الكشف الإلهي و فيه علم التناسل الذي لا ينقطع دنيا و لا آخرة و فيه علم الحضرة التي وقع فيها التشبيه بين الأشياء و الاشتراك في الصورة و فيه علم ما ينفرد به الحق من العلم دون الخلق مما لا يعلمه الخلق إلا بإعلام اللّٰه و فيه علم الميل و الاستقامة و فيه علم الجمع للتفصيل و فيه علم العوائد لما ذا ترجع و ما ثم تكرار و الإعادة تكرار فالأمر مشكل و سبب أشكاله ذكر الحق العادة و الإعادة و الكشف يعطي عدم الإعادة في الكون لا الإعادة في نشء الآخرة فإن تلك الإعادة حكم إلهي في حق أمر ما مخصص بمنزلة من خرج من دار ثم عاد إليها فالدار الدار و الخارج الداخل و ما ثم إلا انتقال في أحوال لا ظهور أعيان مع صحة إطلاقها أن الخارج من الدار عاد إلى داره فعلمنا متعلق الإعادة و فيه علم المفاضلة بالدار و فيه علم نعوت أهل اللّٰه و فيه علم ما يشترك فيه الحق و العالم العالم بالله و ما ثم إلا عالم بالله غير أنه من العلماء من يعلم أنه عالم بالله و من الناس من لا يعلم أنه عالم بالله و هو على علم بمن يشهد و يعاين و لا يعلم أنه الحق فلو سألته هل تعلم اللّٰه قال لا فلو سألته فيما شهده هل تعلم هذا الذي شهدته من حيث ما هو مشهود لك يقول نعم يقال له فمن هو يقول هذا الذي أشهده فيقال له فمن يقال له يقول لا أدري فإذا قيل له هو كذا أي هو فلان بالاسم الذي يعرفه به و لكن ما عرف أن هذا المشهود هو مسمى ذلك الاسم فما جهل إلا حمل هذا الاسم على هذا المشهود فقد كان موصوفا بعلم الاسم و موصوفا بعلم المشهود من حيث ما هو مشهود له و ما استفاد إلا كون هذا المشهود مسمى ذلك الاسم المعلوم و فيه علم انقياد الخلق للحق و أنه نتيجة عن انقياد الحق للخلق لطلب الممكن الواجب فانقاد له الواجب فيما طلبه فأوجده و لم يكن شيئا و فيه علم سبب الاختلاف الواقع في العالم مع العلم بما يوجب رفع الاختلاف فما الذي حكم على العلم مع قوة سلطانه و فيه علم الاغترار و ما سببه الذي أظهره و فيه علم ما هو العمل و الكسب و الفرق بين الكسب و الاكتساب لأن اللّٰه ميز الكسب من الاكتساب باللام و بعلي فقال ﴿لَهٰا مٰا كَسَبَتْ وَ عَلَيْهٰا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ [البقرة:286]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية