لأنه قد ورث منه الكذب و صار حكمه حكم الكاذب كما صار حكم الوارث في المال حكم من مات عنه و خلفه و لما عمم بالألف و اللام العلماء دخل فيه قوله ﴿حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31] و لما عمم بالألف و اللام الأنبياء دخل فيه كل مخبر بنطق أو بحال لأنه من ظهر لعينك بعد أن لم يكن ظاهرا فقد أخبرك بظهوره أنه ظهر لك حتى لو قال لك قد ظهرت لك لم يفدك علما بظهوره و إنما أفادك علما بقوله لك أي من أجلك ظهر لعينك فالمفهوم الأول القرب الظاهر النازل منزلة النص عند أهل الظاهر أن العلماء ورثة الأنبياء الذين هم المخبرون عن اللّٰه و بالمفهوم الثاني الذي لا يقدح فيه المفهوم الأول إن العلماء ورثة المخبرين بما أخبروا به كانوا من كانوا لكن العلم الموروث من الأنبياء عليه السّلام ليس هو العلم الذي يستقل بإدراكه العقول و الحواس دون الأخبار فإن ذلك لا يكون وراثة و إنما الذي يرثه العلماء من الأنبياء ما لا تستقل العقول من حيث نظرها بإدراكه و أما ما ورثته من الأنبياء من العلم الإلهي فهو ما تحلئة العقول بأدلتها و أما ما تجوزه العقول فتعين لها الأنبياء أحد الجائزين مثل قول إبراهيم ﴿وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة:260]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية