فمن قائل بوصل *** و من قائل ببين
فسبحان من تعالى *** بتشبيه كل عين
فما كونه سواه *** و ما كونه بكوني
[الاثني عشر منتهى البسائط من الأعداد]
اعلم أن الاثني عشر منتهى البسائط من الأعداد أصابع و عقد فالأصابع منها تسعة و العقد ثلاثة فالمجموع اثنا عشر و لكل واحد من هؤلاء الاثني عشر حكم ليس للآخر و مشهد إلهي لا يكون لسواه و لكل واحد من هذا العدد رجل من عباد اللّٰه له حكم ذلك العدد فالواحد منهم ليس من العدد و لهذا كان و تر رسول اللّٰه ص إحدى عشرة ركعة لأن الواحد ليس من العدد و لو كان الواحد من العدد ما صحت الوترية جملة واحدة لا في العدد و لا في المعدود فكان وتر رسول اللّٰه ﷺ إحدى عشرة ركعة كل ركعة منها نشأة رجل من أمته يكون قلب ذلك الرجل على صورة قلب النبي ﷺ في تلك الركعة و أما الثاني عشر فهو الجامع للأحد عشر و الرجل الذي له مقام الاثني عشر حق كله في الظاهر و الباطن يعلم و لا يعلم و هو الواحد الأول فإن أول العدد من الاثنين فإذا انتهيت إلى الاثني عشر فإنما هي نهايتك إلى أحد عشر من العدد فإن الواحد الأول ليس منه و لا يصح وجود الاثني عشر إلا بالواحد الأول مع كونه ليس من العدد و له هذا الحكم فهو في الاثني عشر لا هو كما يقول أنت لا أنت و هؤلاء الاثني عشر هم الذين يستخرجون كنوز المعارف التي اكتنزت في صور العالم فللعالم علم الصور من العالم و لهؤلاء علم ما تحوي عليه هذه الصور و هو الكنز الذي فيها فيستخرجونه بالواحد الأول فهم أعلم الناس بالتوحيد و العبادة و لهم المناجاة الدائمة مع اللّٰه الذاتية لمستصحبة استصحاب الواحد للأعداد مثل قوله ﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية