لما قيل له و عرف به ﴿وَ هُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق:37] لتقلبه في نفسه فيعلم إن الأمر كذلك و هؤلاء هم أولو الألباب فإن اللب يحجبه صورة القشر فلا يعلم اللب إلا من علم إن ثم لبا و لو لا ذلك ما كسر القشر فقد امتزج الأمر و ما اختلطت الحقائق و بذلك يميز الفاضل من المفضول فيتنعم العالم بعلمه به و ينعم الجاهل بجهله به و لا يعلم أنه جاهل به لأنه لا يعلم أن الأمر الذي هو على خلاف ما يعلمه أنه على خلاف ما يعلمه بل يقول ما ثم إلا هذا و لو علم إن ثم خلاف ما يعلمه و ما أدركه لتنغص كما يتنغص في الدنيا كل متنغص لما فاته مما يقتضيه مقامه من التاجر في تجارته و الفقيه في فقهه و كل عالم في طوره فتحقيق قوله عموما ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمٰا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون:53] إنما ذلك في الآخرة بخلاف الدنيا فإنه لا يعلم في الدنيا بل هو في الكثير من غير عموم فإن الإنسان لا يفرح بما عنده من العلم بما هو به متصور قبل حصوله فإنه منتظر إياه فهو في أ لم فإذا حصل عنده أيضا لم يفرح به و مال الكل في الآخرة بعد انقضاء مدة المؤاخذة إلى الفرح بما عنده و بما هو عليه و هذا المنزل هو منزل خلق اللّٰه آدم على صورته و من جعل على صورة أمر ما فكان ذلك الأمر هو عين هذه الصورة فهو هو لا هو و بهذا صح
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية