﴿يَنْزِلُ مِنَ السَّمٰاءِ﴾ [النور:43] هو الذي ﴿يَلِجُ فِي الْأَرْضِ﴾ [ سبإ:2] و الذي يخرج من الأرض و هو ما ظهر عن الذي ولج فيها هو الذي يعرج في السماء فعين النازل هو عين الوالج و عين الخارج هو عين العارج فالأمر ذكر و أنثى و نكاح و ولادة فأعيان موجودة و أحكام مشهودة و آجال محدودة و أفعال مقصودة منها ما هي مذمومة بالعرض و هي بالذات محمودة
[التفصيل لا يظهر في الوجود إلا بالعمل]
ثم اعلم أن التفصيل لا يظهر في الوجود إلا بالعمل فإن فصله العامل على تفصيله في الإجمال الحكمة فهو العمل الصالح و إن فصله على غير ذلك بالنظر إلى تفصيل الإنسان فيه فذلك العمل غير الصالح و أكثر ما يكون العمل غير الصالح في الذين يفصلون الأمور بالنظر العقلي لا بالإعلام الإلهي فما فصل بالإعلام الإلهي فهو كله عمل صالح و ما فصل بالنظر العقلي فمنه صالح و غير صالح بالنسبة إلى تفصيله لا غير و الكل عمل صالح بالنسبة إلى اللّٰه تعالى كما يقول إن النقص في الوجود من كمال الوجود و إن شئت قلت من كمال العالم إذ لو نقص النقص من العالم لكان ناقصا فافهم
[الفساد تغيير الحكم الإلهي]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية