[الفرق بين نشأة الدنيا الظاهرة و بين نشأة الآخرة الظاهرة]
اعلم أن اللّٰه تعالى إذا نفخ في الصور و بعث ما في القبور و حشر الناس و الوحوش ﴿وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقٰالَهٰا﴾ [الزلزلة:2] و لم يبق في بطنها سوى عينها إخراجا لا نباتا و هو الفرق بين نشأة الدنيا الظاهرة و بين نشأة الآخرة الظاهرة فإن الأولى أنبتنا فيها من الأرض فنبتنا نباتا كما ينبت النبات على التدريج و قبول الزيادة في الجرم طولا و عرضا و نشأة الآخرة إخراج من الأرض على الصورة التي يشاء الحق أن يخرجنا عليها و لذلك علق المشيئة بنشر الصورة التي أعادها في الأرض الموصوفة بأنها تنبت فتنبت على غير مثال لأنه ليس في الصور صورة تشبهها فكذلك نشأة الآخرة يظهرها اللّٰه على غير مثال صورة تقدمت تشبهها و ذلك قوله ﴿كَمٰا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾ [الأعراف:29] ﴿وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولىٰ فَلَوْ لاٰ تَذَكَّرُونَ﴾ و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية