[أن شجرة طوبى لجميع شجر الجنات كآدم لما ظهر منه من البنين]
و اعلم أن شجرة طوبى لجميع شجر الجنات كآدم لما ظهر منه من البنين فإن اللّٰه لما غرسها بيده و سواها نفخ فيها من روحه و كما فعل في مريم نفخ فيها من روحه فكان عيسى يحيي الموتى و يبرئ الأكمه و الأبرص فشرف آدم باليدين و نفخ الروح فيه فأورثه نفخ الروح فيه علم الأسماء لكونه مخلوقا باليدين فبالمجموع نال الأمر و كانت له الخلافة و ﴿اَلْمٰالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا﴾ [الكهف:46] و تولى الحق غرس شجرة طوبى بيده و نفخ الروح فيها زينها بثمر الحلي و الحلل الذين فيهما زينة للابسهما فنحن أرضها فإن اللّٰه جعل ﴿مٰا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهٰا﴾ [الكهف:7] و أعطت في ثمر الجنة كله من حقيقتها عين ما هي عليه كما أعطت النواة النخلة و ما تحمله مع النوى الذي في ثمرها و كل من تولاه الحق بنفسه من وجهه الخاص بأمر ما من الأمور فإن له شفوفا و ميزة على من ليس له هذا الاختصاص و لا هذا التوجه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية