فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ما طلب منا عن أمر اللّٰه ﴿إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ﴾ [الشورى:23] و فيه سر صلة الأرحام و من لم يقبل سؤال نبيه فيما سأله فيه مما هو قادر عليه بأي وجه يلقاه غدا أو يرجو شفاعته و هو ما أسعف نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم فيما طلب منه من المودة في قرابته فكيف بأهل بيته فهم أخص القرابة ثم إنه جاء بلفظ المودة و هو الثبوت على المحبة فإنه من ثبت وده في أمر استصحبه في كل حال و إذا استصحبته المودة في كل حال لم يؤاخذ أهل البيت بما يطرأ منهم في حقه مما له أن يطالبهم به فيتركه ترك محبة و إيثارا لنفسه لا عليها قال المحب الصادق
و كل
ما يفعل المحبوب محبوب
و جاء باسم الحب فكيف حال المودة و من البشرى ورود اسم الودود لله تعالى و لا معنى لثبوتها إلا حصول أثرها بالفعل في الدار الآخرة و في النار لكل طائفة بما تقتضيه حكمة اللّٰه فيهم و قال الآخر في المعنى
أحب لحبها السودان حتى *** أحب لحبها سود الكلاب
و لنا في هذا المعنى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية