ثم أعقب هذه الآية بقوله ﴿وَ لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاٰءً حَسَناً﴾ [الأنفال:17] فجعل ذلك بلاء أي اختبارا و هذا الصراط العزيز الذي ليس لمخلوق قدم في العلم به فإنه صراط اللّٰه الذي عليه ينزل إلى خلقنا و عليه يكون معنا أينما كنا و عليه نزل من العرش إلى السماء الدنيا و إلى الأرض و هو قوله ﴿وَ هُوَ اللّٰهُ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ فِي الْأَرْضِ﴾ [الأنعام:3] و عليه يقرب من عبده أضعاف ما يتقرب إليه عبده إذا سعى إليه بالطريق التي شرع له فهو يهرول إليه إذا رآه مقبلا ليستقبله تهمما بعبده و إكراما له و لكن على صراط العزة و هو صراط نزول لا عروج لمخلوق فيه و لو كان لمخلوق فيه سلوك ما كان عزيزا و ما نزل إلينا إلا بنا فالصفة لنا لا له فنحن عين ذلك الصراط و لذلك نعته بالحميد أي بالحامد المحمود لأن فعيل إذا ورد يطلب اسم الفاعل و المفعول فأما إن يعطي الأمرين معا مثل هذا و إما أن يعطي الأمر الواحد لقرينة حال و قد أثنى على نفسه فهو الحامد المحمود و أعظم ثناء أثنى به على نفسه عندنا كونه خلق آدم على صورته و سماه بأمهات الأسماء التي يدخل كل اسم تحت إحاطتها و لذلك «قال ﷺ أنت كما أثنيت على نفسك» فأضاف النفس الكاملة إليه إضافة ملك و تشريف لما
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية