﴿لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ [الأحزاب:33] فدخل الشرفاء أولاد فاطمة كلهم و من هو من أهل البيت مثل سلمان الفارسي إلى يوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران فهم المطهرون اختصاصا من اللّٰه و عناية بهم لشرف محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و عناية اللّٰه به و لا يظهر حكم هذا الشرف لأهل البيت إلا في الدار الآخرة فإنهم يحشرون مغفورا لهم و أما في الدنيا فمن أتى منهم حدا أقيم عليه كالتائب إذا بلغ الحاكم أمره و قد زنى أو سرق أو شرب أقيم عليه الحد مع تحقق المغفرة كما عز و أمثاله و لا يجوز ذمه
[أهل البيت:جميع ما يصدر منهم قد عفا اللّٰه عنه]
و ينبغي لكل مسلم مؤمن بالله و بما أنزله أن يصدق اللّٰه تعالى في قوله ﴿لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ [الأحزاب:33] فيعتقد في جميع ما يصدر من أهل البيت إن اللّٰه قد عفا عنهم فيه فلا ينبغي لمسلم أن يلحق المذمة بهم و لا ما يشنأ أعراض من قد شهد اللّٰه بتطهيره و ذهاب الرجس عنه لا يعمل عملوه و لا بخير قدموه بل سابق عناية من اللّٰه بهم ﴿ذٰلِكَ فَضْلُ اللّٰهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشٰاءُ وَ اللّٰهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الحديد:21] و إذا صح الخبر الوارد في سلمان الفارسي فله هذه الدرجة فإنه لو كان سلمان على أمر يشنؤه ظاهر الشرع و تلحق المذمة بعامله لكان مضافا لي أهل البيت من لم يذهب عنه الرجس فيكون لأهل البيت من ذلك بقدر ما أضيف إليهم و هم المطهرون بالنص فسلمان منهم بلا شك فأرجو أن يكون عقب علي و سلمان تلحقهم هذه العناية كما لحقت أولاد الحسن و الحسين و عقبهم و موالي أهل البيت فإن رحمة اللّٰه واسعة
[أهل البيت أقطاب العالم]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية