﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ﴾ [آل عمران:110] و جعل اللّٰه ورثته في منازل الأنبياء و الرسل فأباح لهم الاجتهاد في الأحكام فهو تشريع عن خبر الشارع فكل مجتهد مصيب كما أنه كل نبي معصوم و تعبدهم اللّٰه بذلك ليحصل لهذه الأمة نصيب من التشريع و تثبت لهم فيه قدم فلم يتقدم عليهم سوى نبيهم ﷺ فتحشر علماء هذه الأمة حفاظ الشريعة المحمدية في صفوف الأنبياء لا في صفوف الأمم فهم شهداء على الناس و هذا نص في عدالتهم فما من رسول إلا و لجانبه عالم من علماء هذه الأمة أو اثنان أو ثلاثة أو ما كان و كل عالم منهم فله درجة الأستاذية في علم الرسوم و الأحوال و المقامات و المنازل و المنازلات إلى أن ينتهي الأمر في ذلك إلى خاتم الأولياء خاتم المجتهدين المحمديين إلى أن ينتهي إلى الختم العام الذي هو روح اللّٰه و كلمته فهو آخر متعلم و آخر أستاذ لمن أخذ عنه و يموت هو و أصحابه من أمة محمد ﷺ في نفس واحد بريح طيبة تأخذهم من تحت آباطهم يجدون لها لذة كلذة الوسنان الذي قد جهده السهر و أتاه النوم في السحر الذي سماه الشارع العسيلة لحلاوته فيجدون للموت لذة لا يقدر قدرها ثم يبقى رعاع كغثاء السيل أشباه البهائم فعليهم تقوم الساعة و كان الروح الأمين جبريل عليه السلام معلم الرسل و أستاذهم فلما أوحى إلى محمد ﷺ كان يعجل بالقرآن قبل أن يقضي إليه وحيه : ليعلم اللّٰه بالحال أن اللّٰه تولى تعليمه من الوجه الخاص الذي لا يشعر به الملك و جعل اللّٰه الملك النازل بالوحي صورة حجابية ثم أمره تعالى فيما أوحى إليه ﴿لاٰ تُحَرِّكْ بِهِ لِسٰانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ [القيامة:16] أدبا مع أستاذه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية