لذلك اختص بالسجود *** كوني و كونت للسجود
اسجد لي الأمر كل كون *** إلا الذي قال بالجحود
و لما تحلل الجامد تغيرت الصور فتغير الاسم فتغير الحكم و لما تجمد المائع تغيرت الصورة فتغير الاسم فتغير الحكم فنزلت الشرائع تخاطب الأعيان بما هي عليه من الصور و الأحوال و الأسماء فالعين لا خطاب عليه من ذاته و لا حكم عليه من حقيقته و لهذا كان له المباح من الأحكام المشروعة و فعل الواجب و المندوب و المحظور و المكروه من الملمات الغريبة في وجوده و ذلك مما قرن به من الأرواح الطاهرة الملكية و غير الطاهرة الشيطانية فهو يتردد بين ثلاثة أحكام حكم ذاتي له منه عليه و حكمان قرنا به و له القبول و الرد بحسب ما سبق به الكتاب و قضى به الخطاب ﴿فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ﴾ [هود:105] كما كان من القرباء مقرب و طريد فهو لمن أجاب و على اللّٰه تبيان الخطاء من الصواب و غاية الأمر أن اللّٰه عنده حسن المآب و ما قرن اللّٰه قط بالمآب إليه سوء تصريحا و غاية ما ورد في ذلك في معرض التهديد في الفهم الأول ﴿وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ [الشعراء:227]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية