و لا يكون النفث إلا ريحا بريق لا بد من ذلك حتى يعم فكما أعطاه من روحه بريحة أعطاه من نشأته الطبيعية من ريقه فجمع له الكل في النفث بخلاف النفخ فإنه ريح مجرد و كذلك السحر و هو الرئة و هي التي تعطي الهواء الحار الخارج و الهواء البارد الداخل و فيها القوتان الجاذبة و الدافعة فسميت سحرا لقبولها النفس الحار و البارد و بما فيها من الرطوبة لا تحترق بقبول النفس الحار و لهذا يخرج النفس و فيه نداوة فذلك مثل الريق الذي يكون في النفث الذي ينفثه الروح في الروع و الساحر في العقدة و يتضمن علم الفرق بين من يريد بسط رحمة اللّٰه على عباده طائعهم و عاصيهم و بين من يريد إزالة رحمة اللّٰه عن بعض عباده و هو الذي يحجر رحمة اللّٰه التي ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] و لا يحجرها على نفسه و صاحب هذه الصفة لو لا إن اللّٰه سبقت رحمته غضبه لكان هذا الشخص ممن لا يناله رحمة اللّٰه أبدا
[أن اللّٰه تعالى لما أوجد الأشياء وصف نفسه بأنه مع كل شيء]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية