أي لا تعنف عليها و تسبها فإنها امرأة موصوفة بالضعف على كل حال فقلت له أفدتني أفادك اللّٰه ثم ودعته و انصرفت إلى إدريس عليه السّلام فسلمت عليه فرد و سهل و رحب و قال أهلا بالوارث المحمدي فقلت له كيف أبهم عليك الأمر على ما وصل إلينا فما علمت أمر الطوفان بحيث لا تشك فيه و النبي واقف مع ما يوحى به إليه فقال ﴿وَ أَرْسَلْنٰاهُ إِلىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ فهذا مما أوحى به إلي قلت له وصلني عنك إنك تقول بالخرق فقال فلو لا الخرق ما رفعت مكانا عليا فقلت فأين مكانتك من مكانك فقال الظاهر عنوان الباطن قلت بلغني أنك ما طلبت من قومك إلا التوحيد لا غير قال و ما فعلوا فإني كنت نبيا أدعو إلى كلمة التوحيد لا إلى التوحيد فإن التوحيد ما أنكره أحد قلت هذا غريب ثم قلت يا واضع الحكم الاجتهاد في الفروع مشروع عندنا و أنا لسان علماء الزمان قال و في الأصول مشروع فإن اللّٰه أجل أن يكلف نفسا إلا وسعها : قلت فلقد كثر الاختلاف في الحق و المقالات فيه قال لا يكون إلا كذلك فإن الأمر تابع للمزاج قلت فرأيتكم معاشر الأنبياء ما اختلفتم فيه فقال لأنا ما قلناه عن نظر و إنما قلناه عن إل واحد فمن علم الحقائق علم إن اتفاق الأنبياء أجمعهم على قول واحد في اللّٰه بمنزلة قول واحد من أصحاب النظر قلت فهل الأمر في نفسه كما قيل لكم فإن أدلة العقول تحيل أمورا مما جئتم به في ذلك فقال الأمر كما قيل لنا و كما قال من قال فيه فإن اللّٰه عند قول كل قائل و لهذا ما دعونا الناس إلا إلى كلمة التوحيد لا إلى التوحيد و من تكلم في الحق من نظره ما تكلم في محظور فإن الذي شرع لعباده توحيد المرتبة و ما ثم إلا من قال بها قلت فالمشركون قال ما أخذوا إلا بالوضع فمن حيث كذبوا في أوضاعهم و اتخذوها قربة و لم ينزلوها منزلة صاحب تلك الرتبة الأحدية قلت فإني رأيت في واقعتي شخصا بالطواف أخبرني أنه من أجدادي و سمي لي نفسه فسألته عن زمان موته فقال لي أربعون ألف سنة فسألته عن آدم لما تقرر عندنا في التأريخ لمدته فقال لي عن أي آدم تسأل عن آدم الأقرب فقال صدق إني نبي اللّٰه و لا أعلم للعالم مدة نقف عندها بجملتها إلا أنه بالجملة لم يزل خالقا و لا يزال دنيا و آخرة و الآجال في المخلوق بانتهاء المدد لا في الخلق فالخلق مع الأنفاس يتجدد فما أعلمناه علمناه و ﴿لاٰ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّٰ بِمٰا شٰاءَ﴾ [البقرة:255]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية