﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ﴾ كلمة تهديد و الإنسان الكامل لا يتوجه عليه هذا الخطاب غير إن في هذه الكلمة إشارة للحوق الرحمة بهما أعني الثقلين و ذلك في فتح اللام الداخلة على ضمير المخاطب في لكم و إن كان الفتح الإلهي قد يكون بما يسوء كما يكون بما يسر و لكن رحمته سبقت غضبه و جاء بآلة الاستقبال و هو السين و آخر درجة الاستقبال ما يؤول إليه أمر العالم من الرحمة التي لا غضب بعدها لارتفاع التكليف و استيفاء الحدود و لما جاء بضمير الخطاب في قوله لكم و علمنا من الكرم الإلهي أبدا أنه يرجح جانب السعداء و جانب الرحمة على النقيض و لهذا سمي ما يتألم به أهل الشقاء عذابا لأن السعداء يستعذبون آلام أهل الشقاء إيثار الجناب الحق حيث أشركوا فلهم في أسباب الآلام نعيم فسمى الحق ذلك عذابا إيثارا لهم حين آثروه فلذلك جاء بحرف الخطاب ليفتح اللام و ليعلم بآلة الخطاب أنهم قوم مخصوصون لأنه لا يفقد من العالم ضمير الغائب فلا بد له من أهل مثل قوله في السعداء ﴿لَهُمْ جَنّٰاتٍ تَجْرِي﴾ [البقرة:25] فأتى بضمير الغائب فغابوا عن هؤلاء المخاطبين و فتح اللام فتح رحمة تعطيها قرائن الأحوال و لهذه الأداة مراتب يعامل الحق بها عباده مثل قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية