﴿وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ بِلِسٰانِ قَوْمِهِ﴾ [ابراهيم:4] و العربي لا يعرف المماثلة العقلية و لا ينكرها إذا سمعها و كل لفظ ورد في وصف اللّٰه تعالى معرى عن لفظة المثل و حرف كاف الصفة فقد تعرى عن أدوات التشبيه و لحق بالألفاظ المشتركة و اعلم أن كاف الصفة لا فرق بينها و بين لفظة المثل و إن كان لهذا الحرف مواطن من جملتها موطن الصفة فإذا وردت في موطن الصفة في اللسان و هو أن تقول زيد كعمرو فإن العرب لا تريد إلا الإفادة فمن المحال أن تجيء بمثل هذا و تريد به أنه يماثله في الإنسانية و هي المماثلة العقلية و إنما تريد أنه كعمرو في الكرم مثلا أو في الشجاعة أو في الفصاحة أو في العلم أو في الحسن و ما أشبه ذلك مما دل عليه الحال بقرينته عند السامع لتقع له الفائدة فإذا قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية