و هو الذي يرزق الإصابة في النظر و الذي يرزق الخطاء فخرج من مضمون هذا كله إن العبادة لا تتعلق من العابد إلا بمشهود أو كالمشهود لا سبيل إلى الغيب و هذا من رحمة اللّٰه الخفية و ألطافه و ما خرج عمن ذكرناه إلا المقلدة فبهم ألحق الشقاء فجعل لهم الحق في الشرع المنزل مستندا من رحمته فيهم يستندون إليه فيه فقال ﴿فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ﴾ و أهل الذكر هم أهل القرآن فإن اللّٰه تعالى يقول ﴿إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ﴾ [الحجر:9] و هو القرآن و هم أهل الاجتهاد و منهم المصيب و المخطئ فإذا سأل المقلد من أخطأ من أهل الاجتهاد في نفس الأمر و عمل بما أفتاه فإنه مأجور لأنه مأمور بالسؤال فاستند مقلد و النظار الذين أخطئوا في نظرهم في الأصول مع توفية ما أداهم إليه استعدادهم فيما أفتوهم به من اتخاذهم الآلهة دون اللّٰه و إن لم ينظروا فإن اللّٰه ما كلف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية