﴿بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾ [النساء:126] أي له في كل شيء إحاطة بما هو ذلك المعلوم عليه و ليس ذلك إلا لله أو لمن أعلمه اللّٰه و أما الأثر الثامن فقوله تعالى ﴿فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً﴾ أي إذا أردت أن تسأل عن حقيقة أمر فاسأل عنه من له فيه ذوق و من لا ذوق له في الأشياء فلا تسأله فإنه لا يخبرك إلا باسم ما سألت عنه لا بحقيقته فلا يسأل العبد عن اللّٰه فإنه لا ذوق له في الألوهة و لا خبرة له بها فما عنده منها إلا الأسماء خاصة فاسأل اللّٰه عن اللّٰه و اسئل العبد عن العبودة فنسبة العبودة للعبد نسبة الألوهة لله فإخبار الحق عن العبودة اخبارا له و إخبار العبد عن الألوهة إخبار عبد و لذلك «ورد من عرف نفسه عرف ربه» فيعرف نفسه معرفة ذوق فلا يجد في نفسه للالوهة مدخلا فيعلم بالضرورة أن اللّٰه لو أشبهه أو كان مثلا له لعرفه في نفسه و علم بافتقاره أن ثم من يفتقر إليه و لا يمكن أن يشبهه فعرف ربه أنه ليس مثله و إن كان اللّٰه قد أقامه خليفة و أوجده على الصورة فيخاف و يرجى و يطاع و يعصى فقد بينا معنى ذلك في هذه الآثار من هذا الباب و أما الأثر التاسع و هو قوله في خلق السموات و الأرض إنه ما خلقهما إلا بالحق : أي ما خلقهما إلا له تعالى جده و تبارك اسمه لأنه قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية