فمن شدة الاتصال يقول هو هو ظهر في موطنين معقولين لو لا الموطنان ما عرفت ما حكمت به من التمييز بين المثلين فما خرج شيء من الموجودات عن التشبيه و لهذا قال ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فأتى بكاف الصفة ما هي الكاف زائدة كما ذهب إليه بعض الناس ممن لا معرفة له بالحقائق حذرا من التشبيه فنفى إن يماثل المثل غير من هو مثله فنفى المثل عن مثل المماثل نفي المثل عن المماثل فهذه أنوار مندرجة بعضها في بعض
مثل اندراج المثل في المثل *** في صورة العين و في الشكل
و هو على التحقيق في ذاته *** مثل اندراج الظل في الظل
فهنا قد ذكرنا شيئا يسيرا مما يحوي عليه هذا المنزل و فيه من العلوم سوى ما ذكرناه علم منزلة علم اللّٰه من اللّٰه و أين هي من منزلة غيره من الصفات المنسوبة إليه و لم يزاحمها في الموجودات و فيه علم الفرض المنزل و أين هو من علم الفرض المستنبط من المنزل و فيه علم الأدلة و البراهين العقلية التي تحكم على موجدها بما تستحقه و تصديقه إياها سبحانه فيما حكمت به عليه فإن اللّٰه ما نصب بعض الآيات إلا لأولي الألباب و هم الذين يعقلون معانيها بما ركب فيهم سبحانه من القوة العقلية و جعل نفس العقل للعقل آية و أعطاه القوة الذاكرة المذكرة التي تذكره ما كان تجلى له من الحق حتى عرفه شهودا و رؤية ثم أرسل حجب الطبيعة عليه ثم دعاه إلى معرفته بالدلالات و الآيات و ذكره إن نفسه أول دلالة عليه فلينظر فيها و فيه علم الحدود التي توجب للناظر العاقل الوقوف عندها فللظاهر حد و للباطن حد و للمطلع حد و للحد حد فمن وقف عند حد نفسه فأحرى إن يقف عند حد غيره فهذا الحد قد عم كل ما ذكرناه و ما هو الوجود عليه و لو لا الحدود ما تميزت المعلومات و لا كانت معلومات و لذلك لعن اللّٰه على لسان رسوله من غير منار الأرض يعني الحدود و لما اجتمع المثلان لأنفسهما و لم يتوقفا على تعيين موجدهما توجهت عليهما الأسماء الإلهية الحسنى بمائة درجة جنانية تحجبها مائة دركة جهنمية على مرائي من أهل الكشف فسعدا بهذا الاجتماع الذي أوجب لهما توجه العالم الأخراوي برمته و فيه علم اجتماع المثلين في الحكم النفسي و إلا فليسا بمثلين و فيه علم ما يشرك به الشيء من ليس مثله فهو مثله من ذلك الوجه الذي أشركه فيه خاصة و ينفصل عنه بأمور أخر له فيها أمثال فما ثم معلوم ما له مثل جملة واحدة فما ثم إلا أمثال و أشباه و لذلك ضرب اللّٰه الأمثال و نهى عن ضربنا الأمثال له و علل فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية