﴿وَ فِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [فصلت:53] و هنا قال ﴿حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ﴾ [فصلت:53] إشارة إلى ما خلق عليه الإنسان الكامل الذي نصبه دليلا أقرب على العلم من طريق الكشف و الشهود فقال أهل الشهود كفانا ﴿أَ لَمْ تَرَ إِلىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾ [الفرقان:45] فذكر الكيف و الظل لا يخرج إلا على صورة من مده منه فخلقه رحمة فمد الظل رحمة واقية فلا مخلوق أعظم رحمة من الإنسان الكامل و لا أحد من المخلوقين أشد بطشا و انتقاما من الإنسان الحيواني فالإنسان الكامل و إن بطش و كان ذا بطش شديد فالإنسان الحيواني أشد بطشا منه و لذلك قال أبو يزيد بطشي أشد منه من حيث نفسه الحيوانية لأنه يبطش بما لم يخلق فلا رحمة له فيه و الحق يبطش بمن خلق فالرحمة مندرجة في بطشه حيث كان فإن الحدود التي نصبها في الدنيا و حيث كانت إنما هي للتطهير و كذلك الآلام و الأمراض و كل ما يؤدي إلى ذلك كل ذلك للتطهير و رفع الدرجات و تكفير السيئات فلما خلق الإنسان الكامل و خلفاءه من الأناسي على أكمل صورة و ما ثم كمال إلا صورته تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية