﴿يُوحىٰ إِلَيَّ﴾ [الأنعام:50] و لا خلاف بين العقلاء أنه من تعاظم في نفسه بشرف غيره إنه أخرق جاهل إذ لم يكن شرفه بنفسه و الأمر ليس كذلك فالعاقل الحاضر الشهيد لا يرى لنفسه شرفا يفتخر به على أمثاله «أ لا تراه ﷺ إنه قال أنا سيد الناس يوم القيامة و لا فخر» فنفى أن يقصد بذلك الفخر ثم ذكر الرتبة التي لها الفخر الذي هو ﷺ مترجم عنها و ناطق بلسانها فذكر رتبة الشفاعة و المقام المحمود فالفخر للرتبة لا لنا فما هلك امرؤ عرف قدره و لنا بحمد اللّٰه في هذا المقام القدم الراسخة و المراتب نسب عدمية فلا فخر بالذات إلا لله وحده و إذا كان الفخر فينا للرتب و الرتب نسب عدمية فما فخرنا إلا بالعدم و ناهيك ممن فخره بالعدم
فإن كنت تعقل ما قلته *** فأنت المراد و أنت الإمام
و إن كنت تجهل ما قلته *** فأنت الجهول الذي لا يرام
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية