في رفع ذلك في حق من يحتمل صدقه عندهم فإنهم اعترفوا أن قلوبهم في أكنة مما يدعوهم إليه : فما جحدوا قوله و لا ردوه كما اعتقد غيرهم ممن لم يقل ذلك فلا أدري ما آل إليه أمر هؤلاء فإنهم عندي في مقام الرجاء فإنا نعلم قطعا إن الرسول يعمل في رفع الغطاء عن أعينهم بلا شك حتى قال لأزيدن على السبعين و لذا قال في الآية ﴿وَ وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ﴾ [فصلت:6] و لم يقل و ويل لكم فهذا يدل بقرينة الحال أنهم عاملون في رفع الحجاب و إخراج قلوبهم من الأكنة و إنما كثر الأكنة لاختلاف أسباب توقفهم في قبول ما أتاهم به فمنهم من كنه الحسد و آخر الجهل و آخر شغل الوقت بما كان عنده أهم حتى يتفرغ منه و الكل حجاب و من أعجب الأشياء الواقعة في الوجود ما أقوله و ذلك أن الملائكة إذا تكلم اللّٰه بالوحي كأنه سلسلة على صفوان تصعق الملائكة و «رسول اللّٰه ﷺ كان إذا نزل عليه الوحي كسلسلة على صفوان يصعق و هو أشد الوحي عليه فينزل جبريل به على قلبه فيفني عن عالم الحس و يرغو و يسجى إلى أن يسرى عنه و أنه لينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيتفصد جبينه عرقا»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية