«قال تعالى كنت سمعه و بصره» في الخبر الصحيح فأثبت العين للعبد و جعل نفسه عين صفته التي هي عين وجوده عين صفة العبد فعين الممكن ثابتة غير موجودة و الصفة موجودة ثابتة و هي عين واحدة و لو تكثرت بنسبها فإنها كثيرة في النسب فهي سمع و بصر و غير هذين إلى جميع ما في العالم من القوي من ملك و بشر و جان و معدن و نبات و حيوان و مكان و زمان و محل و معقول و محسوس و ما ثم إلا هذا و لما قرر اللّٰه دعاوى المدعين بإرسال الحجب بينهم و بين ما هو الأمر عليه و شغلهم بالحجب التي بينهم و بينه في الأفعال و ضرب الكل بالكل انفرد بخاصته و جعلهم جلساء له عنده بالشهود و في صورهم المحسوسة بالذكر فهو جليس الذاكرين و هم آخر الطوائف ليس بعدهم أحد له نعت يذكر قال تعالى لما وصفهم ﴿ذُكْرٰاناً وَ إِنٰاثاً﴾ [الشورى:50]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية