بأن خلق لها أفلاكا و جعلها محلا لسباحات الجواري الكنس الخنس و خلق فيها عمارا يعمرونها من الملائكة و جعل لها أبوابا تغلق و تفتح لنزول الملائكة و عروجها و أسكنها أرواح من شاء من أنبيائه و عباده و خلق في الفضاء الذي بين سطح السماء السابعة و مقعر فلك الكواكب سدرة المنتهى التي غشاها من نور اللّٰه ما غشى و خلق على سطح هذه السماء البيت الضراح و قد تقدم ذكره و ذكر الملائكة التي تدخله في كل يوم و يخرج من أصل هذه السدرة أربعة أنهار تمشي إلى الجنة فإذا انتهت إلى الجنة أخرج اللّٰه منها على دار الجلال نهرين النيل و الفرات اللذين عندنا في الأرض فأما النيل فظهر من جبل القمر و أما الفرات فظهر من أرزن الروم و أثر فيهما مزاج الأرض فتغير طعمهما عما كان عليه في الجنة فإذا كان في القيامة عادا إلى الجنة و كذلك يعود سيحون و جيحون و لما فتق اللّٰه هذه السموات بعد ما كانت رتقا في الدخان و معنى الدخان أنه أصل لها و هي اليوم سماوات كما إن آدم ﴿خَلَقَهُ مِنْ تُرٰابٍ﴾ [آل عمران:59]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية