مبني الوجود حقائق مشهودة *** و سوى الوجود هو المحال الباطل
يقول لابتداء الأكوان شواهد فيها إنها لم تكن لأنفسها ثم كانت و له الضمير يعود على الابتداء إذا حط الركاب أي إذا تتبعته من أين جاء وجدته من عند من أوجده و لذلك كان له البقاء قال تعالى ﴿وَ مٰا عِنْدَ اللّٰهِ بٰاقٍ﴾ [النحل:96] فإذا حططت عنده عرفت منزلته منه الذي كان فيها إذ لم يكن لنفسه و تلك منزل الأولية الإلهية في قوله هو الأول و من هذه الأولية صدر ابتداء الكون و منه تستمد الحوادث كلها و هو الحاكم فيها و هي الجارية على حكمه و نفي النسب عنه فإن أولية الحق تمد أولية العبد و ليس لأولية الكون إمداد لشيء فما ثم نسب إلا العناية و لا سبب إلا الحكم و لا وقت غير الأزل هذا مذهب القوم و ما بقي مما لم يدخل تحت حصر هذه الثلاثة فعمى و تلبيس هكذا صرح به صاحب محاسن المجالس و قول من قال مبني الوجود حقائق و أباطل ليس بصحيح فإن الباطل هو العدم و هو صحيح فإن الوجود المستفاد في حكم العدم و الوجود الحق من كان وجوده لنفسه و كل عدم وجد فما وجد إلا من وجود كان موصوفا به لغيره لا لنفسه و الذي استفاد هو الوجود لعينه و أما المحال الباطل فهو الذي لا وجود له لا لنفسه و لا من غيره
(منزل التنزيه)
هذا المنزل يشتمل على منازل منها منزل الشكر و منزل البأس و منزل النشر و منزل النصر و الجمع و منزل الربح و الخسران و الاستحالات و لنا في هذا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية