و هو ما يحدثه من التغييرات في الأكوان فلا بد أن يظهر في كل صورة تغيرها بحكم لا يكون إلا لذلك المتغير فإن فهمت فقد أبنت لك الأمر على ما هو عليه ف ﴿إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَذِكْرىٰ﴾ [الزمر:21] أي في تغيير العالم ذكرى بتغير الأصل ﴿لِمَنْ كٰانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ [ق:37] فإن القلب له التقليب من حال إلى حال و به سمي قلبا فمن فسر القلب بالعقل فلا معرفة له بالحقائق فإن العقل تقييد من العقال فإن أراد بالعقل الذي هو التقييد ما نريده نحن أي ما هو مقيد بالتقليب فلا يبرح يتقلب فهو صحيح كما نقول بالتمكين في التلوين فلا يزال يتلون و ما كل أحد يشعر بذلك و لما علمنا أن من صفة الدهر التحول القلب و اللّٰه هو الدهر و ثبت أنه يتحول في الصور و أنه كل يوم في شأن و اليوم قدر النفس فذلك من اسمه الدهر لا من اسم آخر إن عقلت فلو راقب الإنسان قلبه لرأى أنه لا يبقى على حالة واحدة فيعلم إن الأصل لو لم يكن بهذه المثابة لم يكن لهذا التقلب مستند فإنه بين أصبعين من أصابع خالقه و هو الرحمن فتقليب الأصابع للقلب بغير حال الإصبعين لتغير ما يريد أن يقلب القلب فيه ف «من عرف نفسه عرف ربه»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية