﴿وَ الْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا﴾ [النبإ:38] فالإمام صف وحده لأنه مجموع و أحديته أحدية المجموع و لذلك كان صفا وحده و تجلى الحق لأهل الصفوف في مجموع الأحدية لا في أحدية المجموع لأن كل شخص من أشخاص الصفوف يناجي من الحق ما يعطيه حضوره و ما يناسب قصده و ما هو عليه من العلم بربه و لهذا تجلى لهم في مجموع الأحدية فسبق لهم المجموع و أضافه إلى الأحدية حتى لا يشركوا مع اللّٰه أحدا في عبادتهم مع اختلاف مقاصدهم و عقائدهم و أحوالهم و أمزجتهم و مناسباتهم و لهذا تختلف سؤالاتهم و تكثر فلو تجلى لهم في أحدية المجموع لم يتمكن لهم النظر إلى المجموع مع وجود تقدم الأحدية و لو كان ذلك لكانت مقاصدهم مقصدا واحدا و سؤالهم سؤالا واحدا و حالاتهم في الحضور حالا واحدة و علمهم بالله علم واحد و الواقع ليس كذلك فدل على إن التجلي كان في مجموع الأحدية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية