و أنت تعلم أن كنت من أهل الفهم عن اللّٰه أن هذه الأسماء و إن ترادفت على مسمى واحد من حيث ذاته فإنا نعلم أنها تدل على معان مختلفة ﴿قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ﴾ [الإسراء:110] فما ندعو إلا إلها واحدا له هذه الأسماء المختلفة الحقائق و المدلولات و لم تزل له هذه الأسماء أزلا و هذه هي الخزائن الإلهية التي فيها خزائن الإمكانات المخزونة فيها الأشياء فقابل الجمع بالجمع و الكثرة بالكثرة و العدد بالعدد مع أحدية العين فذلك أحدية الجمع و كل مصل يناجي ربه في خلوته معه و إن اللّٰه واضع كنفه عليه فهو المطلق المقيد العام في الخصوص الخاص في العموم
[أن اللّٰه جعل لنا موطنين في التصفيف]
و اعلم أن اللّٰه جعل لنا موطنين في التصفيف لم يجعل ذلك لغيرنا من المخلوقين صف في موطن الصلاة وصف في موطن الجهاد فقال ﴿إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا﴾ [الصف:4] ﴿كَأَنَّهُمْ بُنْيٰانٌ مَرْصُوصٌ﴾ [الصف:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية