﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾ [الرحمن:31] هل هو من علم التسخير و بابه أو هو من حقيقة أخرى فإن السيد بصورة الحال يقوم بما يحتاج إليه بعده فهو تسخير دقيق يعطى كمالا في السيد فإن العبد ليست منزلته أن يسخر سيده و منزلة العبد أن يكون مسخرا تحت تسخير سيده بالحالين تسخير بأمر سيده و تسخير بنفسه من ذاته لكونه عبدا و قد يسخر لغير سيده من أمثال سيده و من أمثاله بطرق مختلفة منها ما يكون تسخيره لذلك الغير عن أمر سيده و منها ما يكون بطريق المروءة مع المسخر له بفتح الخاء و منه ما يكون عادة لاستصحاب التسخير له من كونه عبدا فصار له ذلك ديدنا يحكم عليه فيتسخر لغير سيده بحكم العادة لا بالمروءة و لا بأمر السيد و فيه علم نظر العالم كله إلى هذا الإنسان هل ينظر إليه من كونه خليفة أو ينظر إليه من حيث ما عنده من الأمانات له ليؤديها إليه فهو مرسل من الحق بحكم الجبر لا بحكم الاختيار لأنه ما خلق بالأصالة إلا لتسبيح خالقه و فيه علم ما تقع به العناية الإلهية للعبد و ما يعطيه ذلك الاعتناء من المنزلة و العلم و فيه علم الإجمال و التفصيل و فيه علم دقيق و هو «أن آدم عليه السّلام أعطى لداود من عمره ستين سنة حين رأى صورته بين إخوته فأحبه فقبل ذلك داود فجحد آدم بعد ذلك ما أعطاه فانكسر قلب داود عند ذلك فجبره اللّٰه بذكر لم يعطه آدم» فقال في آدم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية