أي نملكها ملكا ﴿لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ﴾ [القصص:83] فإن الأرض قد جعلها اللّٰه ذلولا و العبد هو الذليل و الذلة لا تقتضي العلو فمن جاوز قدره هلك يقال ما هلك امرؤ عرف قدره و قوله ما لها تناهي يقول إنه ليس للعبد في عبوديته نهاية يصل إليها ثم يرجع ربا كما أنه ليس للرب حد ينتهي إليه ثم يعود عبدا فالرب رب إلى غير نهاية و العبد عبد إلى غير نهاية فلذا قال مدائح القوم في الثرى هي و هو أذل من وجه الأرض و قال لا يعرف لذة الماء إلا الظمآن يقول لا يعرف لذة الاتصاف بالعبودية إلا من ذاق الآلام عند اتصافه بالربوبية و احتياج الخلق إليه «مثل سليمان حين طلب أن يجعل اللّٰه أرزاق العباد على يديه حسا فجميع ما حضره من الأقوات في ذلك الوقت فخرجت دابة من دواب البحر فطلبت قوتها فقال لها خذي من هذا قدر قوتك في كل يوم فأكلته حتى أتت على آخره فقالت زدني فما وفيت برزقي فإن اللّٰه يعطيني كل يوم مثل هذا عشر مرات و غيري من الدواب أعظم مني و أكثر رزقا فتاب سليمان عليه السّلام إلى ربه و علم أنه ليس في وسع المخلوق ما ينبغي للخالق تعالى»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية