﴿لاَتَّخَذْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا﴾ [الأنبياء:17] و ما له ظهور إلا من الصاحبة التي هي الأم فيكون الاصطفاء في حق الصاحبة و هي من لدنه فما خرج عن نفسه كما إن آدم عليه السّلام ما خرج عن نفسه في صاحبته فما نكح إلا من هو جزء منه به و بالمجموع يكون نفسه فهو قوله ﴿مِنْ لَدُنّٰا﴾ [النساء:67] و جاء بحرف لو فدل على الامتناع فلم يكن من الوجهين فإن كان الاصطفاء للبنوة فذلك التبني لا البنوة و إن استندوا إلى غير خبر إلهي و أعني بالخبر الإلهي ما جاء على لسان الرسل في الكتب أو في الوحي فإن كان استنادهم إلى كشف إلهي و اطلاع في ذلك فهم تحت حكم ما اطلعوا و لا عذر للمقلدة في ذلك لأن فيهم الأهلية للاطلاع بحكم النشأة فإن لها استعدادا عاما و هو الاستعداد للاطلاع و إن تفاضل الاطلاع فذلك لاستعداد آخر خاص غير الاستعداد العام فأهل الجبر إذا استمسكوا بالخبر سعدوا و إن أخطئوا في التأويل و لم يصادفوا العلم فلهم ثواب الاجتهاد و إن أصابوا فهو المقصود فمنهم من هو ﴿عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ [هود:17]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية