و سبب استيحاشه إنما كان حيث أسرى به بجسمه العنصري فأدركته الوحشة بخروجه عن أصله و وقوفه في غير منزله فلم يستوحش منه ﷺ إلا حقيقة ما ظهر فيه من العناصر فناداه من ناداه بصوت أبي بكر إذ كان قد اعتاد الأنس به فآنس للنداء و أصغى إليه و زالت عنه تلك الوحشة بصوت أبي بكر فقيل له لما أراد الدخول من ذلك الموقف على اللّٰه قف يا محمد إن ربك يصلي فتحير في نسبة الصلاة إليه و كان محمد ﷺ في مقام الصورة الإلهية الكاملة التي تستقبل بالصلاة و السجود لها فلما دنا استقبله ربه بالصلاة له و لا علم له بذلك فناداه الاسم العليم المنسوب إليه الكلام بصوت أبي بكر ليعرفه بمرتبة أبي بكر و يؤنسه به قف إن ربك يصلي و الوقوف ثبات و هو قبلة للمصلي فوقف و أفزعه ذلك الخطاب لأن حاله في ذلك الوقت التسبيح الذي روحه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية