﴿إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة:30] فيعارضونك فيه بما حكيت لي عنهم أنهم قالوا و لم يكن ينبغي لهم إلا السمع كما لك الأمر فلما علمت إن الأدب الإلهي ما استحكم فيهم و قد أمرتني بتعليمهم و رأيت أن التعليم بالحال و الفعل أتم منه بالقول و العمارة قصدت العروج إليك ليرى الملأ الأعلى بالحال و الفعل ما ينبغي أن يعامل به جلالك و الاستواء أشرف حال ظهرت به إلى خلقك و مع ذلك اعترضوا عليك فكيف لو نزلت إلى أدنى من حالة الاستواء من سماء و أرض فيقول الحق نعم ما قصدت مثلك من يقدر قدر الأشياء فإنه من عرف قدره و قدر الأشياء عرف قدري و و فاني حقي أ لا ترى محمدا ﷺ لما فرضت عليه و على أمته خمسين صلاة نزل بها و لم يقل شيئا و لا اعترض و لا قال هذا كثير فلما نزل إلى موسى عليه السّلام فقال له راجع ربك عسى إن يخفف عن أمتك فإني قاسيت من بنى إسرائيل في ذلك أهوالا و أمتك تعجز عن حمل مثل هذا و تسأم منه فبقي محمد ﷺ متحيرا الأدب الكامل يعطيه ما فعل من عدم المعارضة و الشفقة على أمته تطلبه بالتخفيف عنها حتى لا يعبد اللّٰه بضجر و لا كره و لا ملل و لا كسل فبقي حائرا فهذا ما أثرت الوسائط و الجلساء فأخذ يطلب الترجيح فيما قاله موسى عليه السّلام و فيما وفى هو ﷺ من حق الأدب مع اللّٰه و قد كان اللّٰه تقدم إليه عند ذكر جماعة من الأنبياء عليه السّلام منهم موسى عليه السّلام بأن قال له
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية