فنعتهم بالموت و هو خلاف نعت من هو لها أهل ثم ذكر خروج هؤلاء من النار فتنبه لكون الحق أنطق العالم كله بالتسبيح بحمده و التسبيح تنزيه ما هو ثناء بأمر ثبوتي لأنه لا يثنى عليه إلا بما هو أهل له و ما هو له لا يقع فيه المشاركة و ما أثنى عليه إلا بأسمائه و ما من اسم له سبحانه عندنا معلوم إلا و للعبد التخلق به و الاتصاف به على قدر ما ينبغي له فلما لم يتمكن في العالم أن يثنى عليه بما هو أهله جعل الثناء عليه تسبيحا من كل شيء و لهذا أضاف الحمد إليه فقال ﴿يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44] أي بالثناء الذي يستحقه و هو أهله و ليس إلا التسبيح فإنه سبحانه يقول ﴿سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ﴾ [الصافات:180]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية